الأربعاء، 23 مارس 2011

مرضي من مريضة الأجفانِ - الشيخ الأكبر ابن عربي


مرضي من مريضة الاجفان ** عللاني بذكرها، عللاني

هفت الوُرْق بالرياض وناحت ** شجوُ هذا الحمام مما شجاني

بأبي طفلةُ لعوب تهادي ** من بنات الخد وبين الغواني

طلعت في العيانِ شمساً ، فلما ** أفلتْ أشرقتْ بأفقِ جناني

يا طلولاً برامةٍ دارساتٍ ** كم رأتْ من كواعبٍ وحسانِ

بأبي ثم بي غزالٌ ربيبٌ ** يرتعي بين أضلعي في أمانِ

ما عليه من نارها، فهي نور ** هكذا النورُ مُخمدُ النيرانِ

يا خليلي عرجا بعياني ** لأرى رسم دارها بعياني

فاذا ما بلغتما الدار حُطا ** وبها صاحبي، فلتبكياني

طال شوقي لطفلةٍ ذات نثرٍ ** ونظامٍ ومنبرٍ وبيانِ

من بناتِ الملوك من دار فُرسٍ ** من أجلِّ البلاد من أصبهانِ

هي بنتُ العراق بنت إمامي ** وأنا ضدهّا سليلُ يماني

هل رأيتم، يا سادتي، أو سمعتم ** أن ضدين قطُّ يجتمعانِ

لو ترانا برامةٍ نتعاطى ** أكؤساً للهوى بغير بنانِ

وقفا بي على الطلولِ قليلاً ** نتباكى، بل أبكِ مما دهاني

الهوى راشقي بغير سهامٍ ** الهوى قاتلي بغير سنانِ

عرفاني إذا بكيتُ لديها ** تُعداني على البكا تُسعداني

وأذكرا لي حديث هندٍ ولبنى ** وسليمى وزينبٍ وعنانِ

ثم زيدا من حاجر وزورد ** خبراً عن مراتع الغزلانِ

واندباني بشعرِ قيسٍ وليلى ** وبميّت، والمُبتلى غيلانِ

والهوى بيننا يسوقُ حديثاً ** طيبا مطربا بغير لسانِ

لرأيتم ما يذهبُ العقلُ فيه ** يمنٌ والعراقُ معتنقانِ

كذب الشاعر الذي قال قلبي ** وبأحجار عقله قد رماني

أيها المنكح الثريا سهيلاً ** عمرك الله كيف يلتقيانِ

هي شامية إذا ما إستهلت ** وسُهيلٌ إذا إستهلّ يماني



هناك تعليقان (2):

  1. ماشاء الله لكن محي الدين ضمن معنى غير ظاهر في هذه القصيدة ____اخوكم عبد الحق لفقير

    ردحذف